السبت، 4 أغسطس 2012

روجيه غارودي


حين أوشك القرن أن يلتف حول سني عمره, رحل الفيلسوف الفرنسي المسلم روجيه غارودي بصمت ... رحيله الصامت, لم يعكس أبدا حياته الفكرية والنضالية الصاخبة ... رجل وقف في وجه حكومة فيشي وحارب الاحتلال النازي بنفس الحدة التي رفض فيها الاستعمار الفرنسي للجزائر ... رجل لا يحب الأكاذيب التي تلتف حول التاريخ لتنسج قضايا زائفة ... فضح كذبة المحرقة النازية, فقامت الدنيا عليه في فرنسا وأروبا كلها, ليثبت بمحاكمته أن حرية التعبير التي يرفع الغرب رايتها, مجرد خرقة بالية أبلتها الأوهام ...
وحين أشهر إسلامه ... وجد أعداؤه فرصة ذهبية ليوجهوا إليه سهامهم اللاذعة, ليثبتوا أن ظلاميتهم أحلك من تلك التي ينسبونها إلى دينه الجديد ...
ثلاثون سنة على إسلامه, ولا زال صوته المجلجل في المركز الإسلامي السويسري سنة 1982, بعد أن أشهر إسلامه, حين قال إنه «...عاش حتى تلك اللحظة يبحث عن معنى معين للحياة فلم يجده إلا في الإسلام، وإنه وجد أن الحضارة الغربية قد بنيت على فهم خاطئ للإنسان..»
ذاك هو روجيه غارودي ... الرجل الذي عاش قبل إسلامه وبعده يحارب المفاهيم الخاطئة, ويفضح الألسنة الزائفة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق