السبت، 4 أغسطس 2012

حكمة الأذان ...


الحلول التي ننتهجها لمعالجة مشاكلنا يجب أن تنبع دائما من صميم تركيبتنا الثقافية والاجتماعية وحتى البيئية, وإلا فإنها لن تؤدي دورها المطلوب ولن تكون ناجعة على المدى الطويل ...
وقد أعجبني تحليل مالك بن نبي لأبعاد اختيار المسلمين الصوت البشري للأذان, وعزوفهم عن تقليد الحضارات المحيطة بهم في أسلوبها للإعلان عن الصلاة. إذ يقول لم يختاروا الناقوس أو الجرس لأن الجزيرة العربية كانت تفتقر لمعدن الحديد, كما أن صناعة الأجراس لم تكن معروفة عندهم ...
فاختاروا الصوت البشري ... وهو اختيار يوافق طبيعة المجتمع العربي آنذاك, المجبول على طرب الكلمة وإنشاد الشعر ... فالعربي كان يجل الخطاب, ويلتفت إلى الصوت البشري المنشد أكثر من أي صوت آخر ... تربى في سكون الصحراء على عشق الأصوات الطبيعية, لأنها تلامس روحه وتتلبس بشغاف قلبه ...
ولا يزال الأذان إلى الآن مدويا على سطح الكرة الرضية كأقدم صوت بشري ... لكننا لم نتعلم منه أن نبتكر أفكارا تناسب مقاسنا الثقافي والاجتماعي, أفكارا تخلد في وجه الزمن دون أن تبلى ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق