السبت، 4 أغسطس 2012

الأقلية الصاخبة


مشكلة الأغلبية أنها صامتة أمام صخب الأقلية, وأنها لا تقيم لنفسها حجة أمام حجج الأقلية الواهية ... فإذا كان المسلمون في أغلب دولهم يختارون الاتجاه الإسلامي عن قناعة وعن فطرة, ولا يجدون في أنفسهم حرجا أو حاجة للدفاع عن خيارهم ... فإن الأقلية في هذه المجتمعات تشترك في أنها تملك زمام القيادة وزمام المنطق ... منطقها هي ... الذي تفرضه على الأغلبية, وتجد له سندا "معرفيا" ومرجعية "علمية" عنيدة أمام كل حجة ... ذلك أنها حين تولد, توجد معها آليات بقائها, وتوجد معها سلطة البقاء ...
فرجال الدعوة كلهم متهمون في نواياهم, رجعيون, وأفكارهم البعيدة عن التنوير لا تحمل إلا الظلامية ,,, لا لشيء إلا لأنهم لا يملكون سلطة البقاء تلك, وآلياتها بعيدة عن ايديهم ... فأنت لا تجد من ينتقد ماركس أو نيتشه أو روسو أو غاندي مثلما تجد من يهاجم حسن البنا أو سيد قطب أو الشيخ كشك ... فهؤلاء وصوليون يبحثون عن التميز, ويستغلون الدين ليفتنوا عقول الناس!...
لذلك تجد عقول الأقلية تناقشك باسم العقل في الملائكة وعذاب القبر والرؤيا الصادقة ... وحتى أركان الإسلام ... وإذا استنكرت أو استهجنت فأنت ضيق الأفق معاد لحرية الفكر ...
لذا فإنه لا حجة لك في ميزانهم ... ولا سلطة لعقلك في دولتهم ... ولن تسلم من القذى حتى وإن لذت بالصمت ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق