الاثنين، 18 يونيو 2012

قلم طيار


ولعي بالأدب الكلاسيكي, قد يجعل حكمي على كتابه مشوبا بالمبالغة ... فالكتابة بالنسبة لي ليست ترفا ولا نزهة قلم على ورق ... هي الإنجاز الإنساني في أبهى حلله ... لذا لطالما اعتقدت أن الكاتب لا يمكن أن يعاني من انفصام الشخصية رغم أنه يتعامل مع شخصيات وحالات متعددة ...
ويحضرني كاتب أثر في كثيرا هو الفرنسي الطيار أنطوان دي سانت أكسبري ... فقد كان إلى جانب موهبته في الكتابة العميقة, من أوائل الطيارين التجريبيين الذين جازفوا بأنفسهم لفتح الملاحة الجوية أمام الطيران البريدي والتجاري ... وشعوره بأهمية هذه التجربة ودوره ودور رفاقه فيها, كتب عنها كثيرا بقلم يقطر دمعا وعرقا ... قلم انفصل عن المصطلحات التقنية والآلة ليتلبس حلة وجدانية تثير الدهشة وتجذبك إلى كل حرف: الطيران بالليل, أرض الرجال ... والأمير الصغير ... ولم يكن يدري وهو يكتب عن مآسي رفاقه الذين ضاعوا بين الغيوم ... أنه يسطر مأساته هو حين اختفى بطائرته دون عودة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق