الاثنين، 18 يونيو 2012

دعوة الكرة!


أشياء كثيرة تحدث من حولنا, تقف شاخصة أمامنا, تصفعنا بتحديها, تصم آذاننا بصخبها, لكننا لا نتعظ ولا نتعلم ...
الأفراح التي سلبها التاريخ منا ... والأحلام الحقيقية التي مزقتها أجيال من الفشل ... جعلتنا نركض خلف أحلام زائفة ... ونفتش عن فرحة مؤقتة في مزبلة اللاجدوى ... فاخترعنا بهجة الجلد المنفوخ بين الأقدام ... وصيرناها رمزا وطنيا ومجدا ثوريا يلهب الحماسة الخابية, ويشعل الحمية المكتومة ...
لم يعد هناك شيء يسعدنا إلا هدف ناري في الشباك ... ولم يعد من شيء يجمع الإخوة أو يفرق أبناء العمومة أكثر من مباراة في الدوري ... وصدق الشاعر المصري الساخر هشام الجخ حين قال: فهل تجمعنا يد الله وتفرقنا يد الفيفا؟
واستحالت فرحة الناس بالكأس تضاهي فرحتهم باستعادة الفردوس المفقود ... واستحالت خيبتهم لضياع البطولة تفوق خيبتهم لفقد القدس!
صارت الكرة كل عرضنا وكل شرفنا ... وحين فقد العربي في ميادين المعارك, وجد المستعرب في الملاعب يمارس كل طقوسه الدينية راكعا وساجدا ومعتكفا ... ومن يدري, لعل ما فشل فيه الدعاة سينجح فيه اللاعبون ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق