الاثنين، 14 مايو 2012

فوبيا التغيير


شواهد كثيرة تؤكد أن الكثيرين منا يخشون التغيير ... أو لعلهم على الأقل يخشون تحمل مسؤوليته والمبادرة إليه ... فهم يركنون سياراتهم في المكان نفسه ... يسلكون الطريق نفسه بين العمل والبيت ... يفضلون اللون نفسه ... يتخذون قصة الشعر نفسها ... تفاصيل بسيطة لا يتكبدون عناء التفكير في تغييرها ... لأنهم لا يملكون بدائل لها ... أو لا يتصورون أنفسهم مع تلك البدائل ... باختصار ... لا يثقون في أي بديل حتى وإن ساء الوضع ... لأنهم يخشون أن يسوء أكثر ...
هو نوع من الجبن المبرر ... حين تغيب الثقة ... لكنه جبن على أية حال.
شعوب كثيرة فقدت خطوات نحو قرون قادمة في التاريخ لأنها تخشى المغامرة ... وتعاني من فوبيا التجارب الجديدة ...
فبنو إسرائيل لم يتقبلوا فكرة عبادة رب موسى الذي لا يرونه ... لذا فبمجرد أن جاوزوا معجزة فلق البحر إلى ضفة جديدة, شدهم الحنين إلى أول صنم شاهدوه ... وانساقوا وراء العجل الجسد لمجرد أنه مثل منطق تقاليدهم القديمة التي نسوا أنهم عادَوْا فرعون لأجلها ...
لماذا ننتظر دائما أن يأتينا التغيير على ألواح موسى؟ بينما هو في الحقيقة شيء في أنفسنا ... نخشى أن نطلقه كحيوان بري لا نملك ترويضه ...
أحيانا لا ينقصنا إلا لحظة شجاعة ... طفل صغير ترهبه ابرة دقيقة تقترب من ذراعه ... لكنه سرعان ما يدرك أنها ... لا تؤلم ...
سيحين وقت يجب أن نواجه فيه جميعنا وخزة الإبرة مرة واحدة وإلى الأبد ... حتى نتحرر من أنفسنا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق