الخميس، 24 مايو 2012

ذاكرة الجرح


من المؤلم أن تتحول نكباتنا مع الزمن وتقادم السنين إلى أيام احتفالية ... ذكرى نتجمع فيها بلا جدوى لنشاهد صورا بالأبيض والأسود للحظة ميلاد الألم ...
إن نكبة فلسطين التي سطرها قرار أممي سنة 1948, تعد أشد النكبات التي حلت بالمسلمين بعد نكبة الأندلس ... لكن الجرح الجديد من عاداته السيئة أنه ينسيك الجراح القديمة ... لأنه يظل نديا ينزف ولو ببطء ...
كل نزف قد ينتهي بالموت إذا لم يتوقف ... إلا نزيف النكبة ... لا يجب أن يجف, لا يجب أن يبرأ ... لأنه يبقي ذاكرتك حية ... منيعة على النسيان ...
كل فلسطيني لديه جرح ملتهب منذ النكبة ... جرح يذكرنا بمهزلة دولة قامت دون جغرافيا محددة ودون تاريخ واضح ... تماما كالفطر الذي لا يملك جذورا تشده إلى التربة, فيتمسك بجذع حي يمتص الحياة منه, ويتأقلم مع الظلمة التي تحرمه الخضرة التي تزهو بها كل نبتة ...
كل صهيوني الآن يتشبث بمستوطنة أقامها على ذاكرة ستة ملايين لاجئ ... حلم يداعب ضميره الغائب ويزعج ضميرنا المغيب ... لكنه ليس حلما ورديا ... لأن الجراح النازفة لا تنسى جلاديها ... ولا تنسى الصامتين على حقها ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق