من علامات الحب
الصادق اللهفة على المحبوب ... لهفة رأيناها في ملامح تلك الصحابية التي كان كل
همها عند عودة جيش المسلمين من غزوة أحد هي السؤال عن حال الرسول صلى الله عليه
وسلم ...
هي الابنة
والزوجة والأم التي أرسلت أباها زوجها وأبناءها إلى نفس الغزوة ... لم تتحمل
الشائعة التي انتشرت حول مقتل النبي الكريم, فخرجت لملاقاة العائدين تسألهم: ما
فعل الرسول؟ فينعون إليها مقتل الثلاثة, لكنها لا تبالي طالما قلبها لم يطمئن بعد
على حبيبها الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولم يفتر لسانها عن السؤال: ما
فعل الرسول؟ ولم يهدأ لها بال حتى رأته, فقالت: كل مصيبة بعدك جلل -أي هينة- ...
صحابية تجعلنا
نشكك في الحب الذي ندعيه للنبي الكريم ... هل نسأل عنه اليوم كما فعلت هي بالأمس
... وكل حادثة في واقعنا تستدعي منا السؤال: ما فعل الرسول؟ وما نفعل نحن؟ ... حب
يزن إيماننا بكفة ودنيانا بكفة أخرى ... ونحن من يرجح ... ماذا نختار؟ حب حق لنا
أن نجاهد أنفسنا عليه ... قبل أن نحاسب على قلب لم نضع خفقاته في مكانها الصحيح
...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق