طفلة صغيرة تلعب
على سكة الحديد ... خمس سنوات ...
شاب تعود أن
يجلس مع أصدقائه عند المحطة ... ثمان وعشرون سنة ...
قطار سريع قادم
في المنعطف ... عمر القطار ... أطنان من حديد ...
يقفز الشاب إلى
السكة ليبعد الطفلة الصغيرة المذعورة ...
النهاية: يكتفي
القطار بجسد الشاب الذي نجح في إنقاذ الطفلة وفشل في إنقاذ نفسه ...
نهاية رجل شجاع
... رغم كل الدراما التي تغلفها ... إلا أنها واقع وحقيقة ...
حقيقة غيرت
مشاهد الانتحار التي اعتادتها اليوميات الجزائرية إلى مشاهد ارتفعت بها إلى قمم
البطولة الإنسانية ... ما زال هناك شباب يتمتع بالمروءة الكافية كي يتغلب على
أنانيته وهمومه اليومية ... كي ينظر إلى الآخرين نظرة تمنحهم الحياة ... حتى وإن
كانت نظرته الأخيرة ...
على الجانب: أم
تحمد الله أن ابنتها عاشت لتكون عروسا ... وأم تحمد الله أن ابنها مات ليكون رجلا
... وشتان بين حمد وحمد ...
على الهامش من
كلام الناس: لا بد أنها مجرد عملية انتحار, وقصة الطفلة مجرد تلفيق ... لا بد أن
يغيب مدير المحطة وراء القضبان, لأنهم المسؤولون عن مراقبة السكة ... هل انتخب هذا
الشاب قبل أن يموت؟ فالخبر لم يذكر سبابته اليسرى, بل ذكر سبابته اليمنى التي
رفعها للشهادة ...
ويسدل الستار
على مشهد أفسده كلام لا يقدم ولا يؤخر ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق