الثلاثاء، 14 فبراير 2012

حين يموت الرجال


مات الدكتور إبراهيم الفقي ... خبر يجعلك تسكن فجأة ... لكنه سكون مفاجئ يصيبك بالدوار ... كمن خرج لتوه من دوامة ...
رحل الرجل الذي حمل إلى العالم العربي مفاتيح النجاح ... وفتح أمام الكثيرين أبواب أنفسهم المغلقة ... رحل ... وهو في ذروة عطائه ... وأياديه التي حملت شعلة الأمل للكثيرين لا تزال ممدودة تنضح بالبر
كلنا لا نزال نذكر كيف عاد من العالم الجديد إلى وطنه وفي حقيبته حزمة من الأفكار المتجددة لأناس ملوا الوقوف في طوابير طويلة يستجدون الخبز والحليب بأسعار مدعومة لا تسمن ولا تغني من جوع ... ليقف أمامهم بابتسامته العريضة وملامحه المفعمة بالحيوية, فيعلمهم كيف يصنعون الخبز بأيديهم ...  وكيف يملكون فرن الخباز ...
حين يموت رجل كإبراهيم الفقي ... ننعى رجلا كرس أنفاسه ليخرج الناس من قاع التخلف إلى طريق النهضة التي ضلوا عنها ... ليضع أقدامهم على الخطوة الأولى نحو أحلامهم ...
إبراهيم لم يكن مجرد "بياع كلام" ... لأن كلامه غيّر الكثيرين وقادهم إلى أحلامهم ... لأنه أثبت أن الإنسان يمكن أن يتغير بكلمة صائبة يقولها الرجل المناسب في التوقيت المناسب ... رحم الله الفقيد ... وإنا لله وإنا إليه راجعون ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق