السبت، 11 فبراير 2012

كُتّاب الجنة والنار


قرون من الكتابة العربية والإسلامية التي انطلقت كالمارد من الفانوس ... تحت مسميات عديدة أكثرها بريقا "الكتابة الحرة", تحولت فيه إلى دكتاتور يفرض نفسه على عقولنا وأفكارنا, قبل الحلاج وبعد سلمان رشدي ... من عمالقة القلم إلى أقزامه ... ولا زال هؤلاء يطالبوننا بقراءة "أقل تسلطا", ويدفعون أنفسهم إلى كتابة "أقل خضوعا" ... حتى ضاعت بيننا وبينهم مقاييس الكتابة ومعايير القراءة ... وصرنا لا نعرف من الجلاد في القضية ومن الضحية ...
إن لكل نشاط إنساني حدودا يجب أن يقف عندها ويحترمها ... والكتابة حتى وإن بدت صامتة قد يعتريها صخب شديد لا تتحمله الألباب ولا تستسيغه القلوب ... فلماذا يصر دعاة "الكتابة الحرة" إذا اعترضنا أننا نتسلط عليهم بقراءتنا ... وأننا لا نتمتع بالذوق الكافي لفهم هرطقاتهم ... هل علينا أن نتقبل نشاز كتاباتهم دون أن نستهجنه؟ هل يدرك هؤلاء عندما "يبدعون" أن هناك ميزانا للحق والباطل يفرضه العرف علينا وعليهم؟
نحن لا نطالبهم أن يخضعوا لقراءتنا كما يدعون ... إنما نطالبهم أن يخضعوا للحق الذي هو قانون كل الخلائق ... ولعلي أوجههم لكلام الإمام مالك حين جاء من يسأله عن الغناء أحق هو أم باطل؟ لأعرض عليهم ما عرضه عليه: انظروا إلى ما تكتبون واسألوا أنفسكم: أهو في الجنة أم في النار؟ ثم امضوا ... فقد أفتيتم أنفسكم ...
سامية مازوزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق