الاثنين، 6 فبراير 2012

الثابت والمتغير



يقول مثل اسباني: "يكون الخطأ كبيرا بقدر ما يكون صاحبه كبيرا", تذكرت هذا المثل مع أحداث قضية الشيخ عائض القرني وسرقته الأدبية في كتابه "لا تيأس", وما إن حكم عليه في هذه حتى أطلت عليه برأسها قضايا وهنات كانت خفية. ومنذ أن انفجرت قضيته في الصحف والناس لا تنفك تردد الديباجة نفسها عن عثرات الإسلاميين وفضائحهم, وعن تدني مستوى الثقة بهؤلاء, وعن رجال الإسلام الذين يتلبسون الحق ويحملون الباطل في قلوبهم ...
كفى ...
ظننت أننا نملك الوعي الكافي لكي نفرق بين الرجال والمبادئ, بين الأشخاص والقيم ... بين الثابت والمتغير ... فالقيم والمبادئ لا تهتز ولا تتزعزع إذا سقط أصحابها في درك الرذيلة ... كلنا ندرك هذا, لكن أحداثا كهذه يستغلها المغرضون ليلوكوا الفرع معرضين بالأصل, فيتلقونه بألسنتهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم!
أعترف أن المؤسف في الواقعة هو انهيار الثقة بمنظومة عملاقة شيدها الشيخ لسنوات عدة, بدءا من كتابه الذي حطم مبيعات الكتب في العالم الإسلامي "لا تحزن" (أقول هذا وأنا أضع يدي على قلبي خشية أن تنفجر قضية أخرى تدين هذا الكتاب! إذا حدث هذا فإن الرجل يكون قد انهار بالكامل, وأنا لا أتمنى له ذلك).
أخطاؤنا تكبر أو تصغر وفق أحجامنا, والفرق أيضا يكون في حجم التداعيات التي تنجر عنها, لأنها قد تقتصر على محيطنا الضيق, وقد تمتد إلى الآفاق ...
ستأخذ القضية ما شاء الله لها من الوقت والكلام, لكن الناس سينسونها وينسون صاحبها, ولن يبقى إلا الثابت والأصل الذي تمتد فروعه إلى السماء ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق