الثلاثاء، 14 فبراير 2012

خطأ آخر في نظرية داروين


ما الذي يتغير في الإنسان عبر العصور حتى يجعل حاجاته تتغير بشكل مختلف وبصورة تبدو عجيبة إذا وضعناها تحت المقارنة؟ فإذا كانت حاجته التي اقتصرت على شيء محسوس كرشفة حليب في سن الرضاع تتطور إلى صورة أعقد حين يكبر حتى تصل إلى الرغبة في ملك الدنيا كلها ... لمجرد أنه ازداد في عمره بضعة عقود ...
لكن حاجاتنا لم تتغير على المستوى الفردي فحسب, بل تعدته إلى المستوى الاجتماعي والاقتصادي والتاريخي عموما ... ففي العصر البدائي كان أقصى ما يطلبه الإنسان طريدة تكفيه قوت يوم أو يومين, جلدا يستر به عورته, قبسا من نار يضيء به عتمة ليله ... وركنا يأوي إليه في كهفه حتى يأتي الغد ... أما اليوم فلم يعد يرضينا من الدور غير القصور... لم يعد يرضينا من القوت غير السمط الممدودة  ... ولم يعد يرضينا من المناصب غير الرياسة ...
الحقيقة أنه حتى هنا لا يمكن أن تنجح نظرية داروين في تفسير هذا الأمر. فهو يرى أن الإنسان كان يمشي على أربع ثم استقام على ظهره ليعتمد على ساقين فقط ... أما فيما يخص الظاهرة التي نحن بصددها, فيبدو أن الإنسان بعد أن كان يعتمد على أشياء معدودة صار يعتمد على أشياء أكثر ... حتى لكأن هذه الأشياء صائرة إلى التحكم فيه بعد أن كان يتحكم بها ... أي أننا لسنا في المسار الصحيح للنشوء والارتقاء الذي رسمه داروين ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق