الاثنين، 6 فبراير 2012

عارض أمطرنا



لو تركنا لخبير في الاقتصاد, أو الإصلاح الزراعي أن يفسر لنا كيف يمكن لصلاة الاستسقاء أن تغير كل التوقعات, وتقلب أي مخطط طارئ للتنمية الفلاحية, لما استطاع أن يقدم جوابا. لأن ما حدث يوم السبت بعد صلاة الاستسقاء التي أداها الجزائريون يوم الجمعة يذهل اللبيب وهو يشاهد الكم المبارك من الغيث الرباني بعد أن يئس الفلاحون من فصل شتاء من المفروض أن يكون ماطرا.
لكن علماء التنمية البشرية, لا بد وأن يجدوا في الأمر ما يسيل حبر أقلامهم ويملأ بياض صفحاتهم عن الصدق الذي عمر قلوب المصلين المتضرعين لربهم, فغمرهم بهالة من الطاقة الإيجابية التي استبدلت طاقة سلبية استوطنت أنفسهم الواهنة وكانت سببا في الجفاف!
ومع ذلك لعل الأغلبية لم ينتبهوا للنعمة التي أفيضت عليهم بعد حرمان, والتي تكون قد أثرت وكانت ستؤثر على مستقبلهم الاقتصادي القريب, بندرة الغلال وارتفاع الأسعار ... لم ينتبهوا أنهم أمام آية عظيمة تتكرر كغيرها من الآيات ... كالولادة والشفاء والنوم ... لأنهم في عجلة من أمرهم ... ولأن التفكر صار حرفة من لا حرفة له ... لم يلقوا بالا لزخات المطر تقبل وجوههم ورؤوسهم ... ففتحوا مظلاتهم وانصرفوا مهرولين ... طأطأوا رؤوسهم وانحنوا للعاصفة ... ولعلهم لعنوا في سرهم مذيع الأرصاد الجوية الذي لم يخبرهم مسبقا كي يستعدوا. ولم يبالوا إن كان المزن أمطر لأجلهم أم شفقة على دواب الأرض ... كل ما فعلوهم أنهم رفعوا رؤوسهم إلى السماء وقالوا: هذا عارض ممطرنا ... ثم فتحوا مظلاتهم وانصرفوا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق