الأحد، 15 أبريل 2012

رجل من ذاكرة


عندما يموت صديق الطفولة, تشعر أن قطعة من طفولتك قد اقتطعت منك ...
عندما يموت جار عزيز, تشعر أن أحد جدران بيتك قد تهدم ...
عندما يموت أستاذك المفضل, تشعر أن سبورة القسم فقدت هويتها ...
وعندما يموت رجل كأحمد بن بلة, يشعر خصومه وأصدقاؤه أن فصلا من التاريخ قد طوي, ولا يمكن أن يعود كما كان ...
رجل يمتد عمره التاريخي إلى ما يقارب السبعين سنة ... ارتبط اسمه بالمنظمة السرية, أول نواة عسكرية لثورة التحرير ...
رئيس لأول دولة جزائرية غداة الاستقلال ... وبعد خلعه, قضى خمس عشرة سنة في الإقامة الجبرية ... ليكون الرجل الطابو ... المسكوت عنه لقرابة ثلاثة عقود, حتى وهو في منفاه الاختياري ...
  وعندما عاد, استقبله الجزائريون ... واستقبلوا فيه ذاكرتهم التي لا يمكن أن تطوى لمجرد خلاف سياسي ولا حتى عسكري ...
رجل يحمل الكثير من التاريخ في ملامحه ... والكثير من الأسرار بين شفتيه ... هل قالها حقا في مذكراته التي أحجم عن نشرها قبل وفاته؟
أمثال هذا الرجل لا يمكن أن يموتوا دون أن يتركوا خلفهم أسئلة أكثر من الإجابات المحتملة ... لأنهم يستثيرون فضولك رغما عنك ... ترى هل سنكون ممن سيرث عنه ذاكرته وإجاباته؟  

هناك تعليقان (2):

  1. ana sarahatane lam akon a3rifoho jayidan lakin hassa anou madloum naw3an ma

    ردحذف
    الردود
    1. السلام عليكم عزيزتي, أشكرك على التعليق, لكنني أريد أن أخبرك شيئا:
      إن تاريخ أي شخصية يحمل وجهين: ظالم ومظلوم ... ولا نستطيع أن نكون قطعيين في الحكم على أي كان. فهل كان بومدين رحمه الله على حق أم على باطل حين انقلب عليه؟
      لكن يكفي أن بن بلة رحمه الله كان عمودا من أعمدة الثورة, ودوره كان فاعلا في تفجيرها, ثم في قيادة الدولة المستقلة فيما بعد... وأخطاؤه هو وغيره ولو أنها أثرت في مسار أمة, إلا أنها تبقى أخطاء آدمية ...

      حذف