السبت، 28 أبريل 2012

سقوط الفرح


ما الذي يحدث للطفولة في الجزائر؟ ولماذا تتوالى المآسي تباعا منذ شهور؟ كيف تتحول مجرد حوادث معزولة إلى ظاهرة اجتماعية وإنسانية؟ وكيف تصبح الآلام الصغيرة ألما كبيرا؟
 إذا لم نكن قد انتبهنا للأمر, أو لم نوفه حقه في القراءة, فقد جاءت حادثة وفاة التوأم هاني ورمزي تحت شجرة متعانقين من شدة البرد, لتؤكد أن أطفالنا لا ينتحرون ... بل يهربون ... إلى أين؟ ومِمَّ؟ نحن لا نعرف ... لكنهم ... يعرفون ...
هم يخرجون من البيت ومن الحياة ليفتشوا عن شيء فقدوه عندنا ... الفرح ...
فقد سقط الفرح من قائمة مشترياتنا ... ومن أولوياتنا ...
سقط الفرح من وجه أب لا يستطيع راتبه أن يوفي حاجات البيت ...
سقط الفرح من حضن أم همها عشاء اليوم والغد ...
سقط الفرح من يد معلم اختصر طريق المعرفة بين العصا والسبورة ...
سقط الفرح من عيني أخ كبير سكنتهما أحلام الضفة الأخرى ... ليهرب من ضفة عقيم ...
وحين يسقط فرح أطفالنا في هذه الدنيا ... يستعجلون فرح الآخرة ... فيرحلون تاركين خلفهم ... ذنبهم الوحيد ... وضمائرنا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق