السبت، 3 مارس 2012

درس في الطبخ


كل واحد منا يعتبر نفسه عادلا ... وسطيا ... متمدنا ...
ويعتقد كل منا أن الحق معه ... وأن الباطل مع الآخرين ... أنه المظلوم والآخرون ظالمون ... أن طائفته هي الناجية والطوائف الأخرى مارقة عن الدين.
ومع ذلك لا تنطق أفواهنا بما يعبر عن ذلك ... ولا ندري أن ألسنتنا تتمادى بنا كي تكبنا على وجوهنا في النار ...
ويكفي أن تلقي نظرة على ما يكتب بالمجان من تعليقات في المواقع الاجتماعية كي تدرك حجم الكارثة الحضارية التي نعيشها ...
فالكلام الطائفي يفتح مجالاته وبدون مناسبة ... حتى وإن كان الموضوع مقطعا من الرسوم المتحركة أو من برنامج للطبخ ... وستفاجأ بكم السباب واللعن الذي ينفجر بين من يدعون أنهم شيعة أو سنة ... فتتحول التعليقات إلى مناظرة أشبه بنقائض جرير والفرزدق ... ولكن بصورتها المقذعة النابية! بصورتها التي تخرج الإنسان عن وصف الإنسان ...
بالله عليكم, ما علاقة وصفة الطبخ التي كنت أريد مشاهدة تفاصيل تحضيرها بصلاة الشيعة ووضوئهم؟ ... وما دخل عدالة الصحابة بالملح والتوابل؟
لعمري إن كل ذلك ليبدو محاكا في الظلمة ليفقد كل طرف دينه ومروءته ... وكمّ البغضاء والشحناء المفتعلة يكاد يحرقنا جميعا ويشغلنا عن قضايانا ... وبينما تستوي الطبخة وتتنفس القدر الصعداء ... نكون قد غرقنا في تعليقات سخيفة ... تنسينا أندلسا فقدنا وقدسا ضيعنا ... وأيادينا التي كان يجب أن تعد لهم ما استطاعت من قوة ... تمتد إلى نحور بعضنا ... في مجزرة تسبق العذل ...
شهية طيبة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق