الخميس، 8 مارس 2012

أسيرة تُبالي ...


لا تفكر هناء شلبي, الأسيرة الفلسطينية, في الانتحار لتخلص نفسها من معاناة الأسر والاحتلال ... إضرابها عن الطعام الذي اقترب من يومه العشرين, له دلالة أكبر من مجرد الموت جوعا ... أكبر من مجرد الحياة خضوعا خارج أسوار السجن الإداري ...
هناء يعضها الجوع الآن ويقرصها البرد لأنها ... ببساطة ... تبالي ...
تبالي بعقود الاحتلال الست وسط صمت عالم يدعي أنه خلف تاريخ الاستعمار وراءه, لكنه دس قضية فلسطين في جيبه تميمة يصد بها لعنة صهيون ...
تبالي بالأيدي الصغيرة التي لا تزال ترمي الحجر دون أن ترتعش, رغم الجوع والبرد والحصار ...
تبالي بكل اللاجئين الذين يتوسدون مفاتيح بيوتهم القديمة ... في ليل الغربة والشتات ... يداعب أجفانهم حلم العودة الطويل ...
تبالي بعجز العربي البسيط الذي كبلته أنظمة ... لا تبالي ... أنظمة عمرت طويلا فصدق فيها قول شكسبير: "القلوب التي لا تبالي تعيش طويلا" ...
لكن هناء وكل أسير شامخ يثبت أن القلوب التي لا تبالي تعيش طويلا ... عيشة الموتى ... لذا فإن هناء ... مع أنها تبالي ... لن تموت ... وستعيش طويلا ... رغم أنوفهم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق