الأربعاء، 28 مارس 2012

تنازل


لأننا ملتزمون ... نشعر دائما أننا متهمون ... وهو ليس شعورا وهميا, فنحن متهمون بأننا لا نتقبل الآخر, بالرغم من أن الآخر هو من لا يتقبلنا ويقصينا ويهمشنا ... متهمون بأننا متطرفون ... لكنهم تطرفوا حين رفضونا ... حين عزفوا عن الاستماع إلينا ... وناصبونا العداء ... فقط ... لأننا نختلف عنهم ...
اتهمونا بالإرهاب ... لكن الإرهاب الذي تمارسه أفكارهم علينا لا يختلف عما اتهمونا به ... ولئن بسطوا أيديهم ليطفئوا نورنا ما كنا لنبسط أيدينا نحو ظلمتهم ... فمنذ أن اتخذنا "لكم دينكم ولي دين" شعارا وديدنا ... انسحبنا من المواجهة التي فرضت علينا ... ودخلنا نفق التنازلات ... واحدا تلو الآخر ... واتخذوها مطية لهم ... إذ لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا انحنيت ... ونحن انحنينا وطأطأنا الهامات, تُحركُنا "ادفع بالتي هي أحسن" ...
فالحجاب ليس فرضا ... والردة حرية فكرية ... ومعاهدة مع بني صهيون نحترمها مع أنهم يركلوننا بالجزمة ... والقائمة تطول كي يرضى عنا الباب العالي.  حتى وجدنا أنفسنا فجأة محاصرين بالأقلية ... ونحن كثرة ... لكننا كغثاء السيل ... كل قضيتنا أن نطلق اللحية ونعفي الشارب ... ونكفر الحلاق بغير وجه حق ... وصلاتنا فجرا لم ترتفع شبرا ... فلن نحرر أقصى ... انسَ ... ولن نعيد أندلسا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق