الخميس، 8 مارس 2012

العجز وسط النور


وسائل الإعلام الحديثة تبذل من أجلنا الغالي والرخيص لإثبات حقنا في الإعلام, ولتصل بنا إلى قمة هرم المعرفة ... لكنها في ذات الوقت ترتفع بنا إلى قمة العجز الإنساني ...
فماذا تراني أفعل إذا طالعتني كل يوم بصور لمجازر جديدة ترتكب في سوريا, وماذا يفيدني أن أعرف أن الصحافيين الفرنسيين قد نجيا من الموت وتم تهريبهما إلى بلدهما, ما دمت أعرف أن ذلك لن يوقف المذبحة ... وأن أمام السوري اليوم طرق عدة يموت بها ... وسط عجز عربي معتاد ...
وماذا تراني أفعل إذا علمت أن الأسيرة الفلسطينية هناء شلبي تجاوزت يومها السابع عشر في إضرابها عن الطعام, وأنها إذا لم تمت جوعا ستموت بردا ... فالبرد في فلسطين يقتل حين تتوقف الآلة العسكرية عن ذلك ... فيما تتدفأ إسرائيل بغاز مصري يفتقده المصريون أنفسهم ...
وسائل الإعلام مشكورة, فهي في ركضها وراء حقي في المعرفة ... أثبتت عجزي المخزي أمام هذه المعرفة ... وبدل أن تزيدني نورا زادتني ظلاما ...  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق