السبت، 3 مارس 2012

ألمانيا لا تحتاج إلى ربيع


لم يكن الألمان بحاجة إلى أن يزهر الربيع عندهم كي يستقيل رئيسهم كريستيان فولف ... لم يكونوا بحاجة إلى أي اعتصام, ولا إلى حرف واحد يكتبونه على لافتة يطالبون بتنحيه ... ألمانيا ليست بحاجة إلى ربيع مبكر, فشتاءاتها السياسية دافئة معتدلة.
وهو بدوره, حين شعر أن ثقة مواطنيه "اهتزت" بسبب اشتباه المدعي العام بعلاقته مع بعض الأثرياء للحصول على امتيازات خاصة لبناء منزل ... أقول لمجرد شعوره باهتزاز الثقة آثر أن ينسحب بشرف ويقدم استقالته.
لم يجد في نفسه القداسة التي تخول له أبدية الكرسي ... أو تمنحه الحق بسحق "الجرذان", وإزهاق أرواح الناس العزل وقصف بيوتهم ... ولم يطالب بانتخابات يتفحص بها مستوى شعبيته, ليربح بعض الوقت ويحفظ ماء الوجه ... بل حمل حقيبته ورحل في هدوء حضاري يقل نظيره في العالم ... وينعدم عندنا ...
كان في التاريخ الألماني وصمة عار واحدة اسمها هتلر, يتفق جميع الألمان كبيرهم وصغيرهم أنها لن تتكرر ... لأنهم يعتدون بكل يوم يصنعونه لوطنهم منذ سقوط جدار برلين ... ترى كم من العار يجب أن نحمله نحن حتى نتعلم؟ وكم يلزمنا من الدم النازف حتى تشفى جراحات الحقيقة؟
كم من الزعماء الذين لم تهتز ثقة الشعب بهم, بل انهارت تحت أقدامهم محدثة جلبة عالية, لكنهم يغمضون أعينهم في استغفال, مصدقين أنه إذا لم يروا أحدا, فلن يراهم أحد ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق