الأربعاء، 28 مارس 2012

ويسلموا تسليما ...


رجال الدعوة الإسلامية في كل مكان بين نارين: قلة الفعالية وكثرة التنازلات ...
فقلة الفعالية نابعة من عدم وجود برامج واضحة لأهداف ومشاريع تبدو خيالية أو ضربا من اليوتوبيا ... مما يجعل الناس يتخيلون أن هؤلاء إذا حكموا ستتغير الدنيا بين ليلة وضحاها ... ويعود بنا الزمن إلى عصر الصحابة المجيد ... هكذا بضغطة زر ... حتى أن زميلة لي أيام الدراسة فهمت أن الشعب كله سيستيقظ فجرا ليؤدي الصلاة في المسجد ... وأن الدولة كلها ستنام بعد صلاة العشاء ... أو لعلها ستحيي الليل في التهجد ... لم أستطع حينها أن أرد عليها, لأنني لم أرد أن يخيب أملها ... ولأنها كانت تؤمن بصدق أن ديننا قادر على تغيير الناس ... ونسيت أن تتساءل ... هل هؤلاء الناس جاهزون لهذا التغيير؟ وهل يملك قادة التغيير الآليات والطرق اللازمة؟
ماذا يمكن أن يحقق برنامج سياسي لا خبرة له في أربع أو خمس سنوات على أرض واقع مزروعة فتنا ودسائس ومؤامرات؟ إن نقطة ضعف المشروع الإسلامي تكمن في عدم وجود قاعدة شعبية متينة تؤمن بالمشروع ذاته, وتعي أهدافه, وتؤمن بوسائله ... ثم قبل هذا عليها أن تدرك أنه لن يحقق مبتغاه إذا لم تسلم له وتثق به ثقة تامة, مصداقا لقوله تعالى: "فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" النساء 65. فهل الرجال الموجودون في الساحة أهل لحمل هذه الرسالة, هل هم أهل للثقة والتسليم المطلوبين؟ هنا يأتي دور النقطة الثانية, وهي كثرة التنازلات ... والتي سأتناولها في العدد القادم بإذن الله ...  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق